- الڤيروسات الحلئية (الهربسية):
| الشكل (1) حلأ بسيط على الشفة |
| الشكل (2) الداحس الحلئي |
عرف لڤيروسات الحلأ (الهربس) herpesvirus ثمانية أنواع، هي: ڤيروس الهربس البسيط الأول والثاني HSV1,HSV2 وڤيروس الحماق - المنطقة VZVorHHv3 وڤيروس إبشتاين بار EBVorHHv4 والڤيروس المضخم للخلايا cytomegalovirus CCMorHH5- والڤيروسات الحلئية الإنسانية HHV6 - والڤيروسات الحلئية الإنسانية HHV7 - والڤيروس المرافق لغرن كابوزي.
1- الحلأ البسيطherpes simplex :
مقدمة - عدوى فيروس الهربس البسيط التناسلي (HSV) هي مشكلة صحية عامة عالمية رئيسية:
تم توثيق طفرة كبيرة في عدوى فيروس الهربس البسيط التناسلي من دراسات الانتشار المصلي.
هناك تنوع كبير في الطيف السريري لمرض HSV التناسلي.
مثل جميع سلالات فيروس الهربس ، يُنشئ فيروس الهربس البسيط حالة كامنة يتبعها إعادة تنشيط فيروسي ومرض محلي متكرر.
يمكن أن يؤدي انتقال فيروس الهربس البسيط في الفترة المحيطة بالولادة إلى مراضة ووفيات كبيرة للجنين.
تم إنشاء صلة بين مرض القرحة التناسلية المتعلقة بفيروس الهربس البسيط والانتقال الجنسي لفيروس نقص المناعة البشرية.
- فيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1) وفيروس الهربس البسيط من النوع 2 (HSV-2) من الأمراض الشائعة في جميع أنحاء العالم ؛ ما لا يقل عن 50 مليون شخص لديهم الهربس التناسلي في الولايات المتحدة وحدها . بالإضافة إلى ذلك ، لا يتم التعرف على HSV التناسلي بشكل متكرر لأن العدوى غالبًا ما تكون تحت الإكلينيكية ؛ في مسح مقطعي مستعرض قائم على السكان للبالغين الذين يعيشون في مدينة نيويورك ، أصيب ما يقرب من 28 في المائة بفيروس HSV-2 ولم يكن لدى 88 في المائة منهم معرفة مسبقة بتشخيصهم . تؤدي الإصابة السابقة بفيروس HSV-1 أيضًا إلى زيادة ثلاثة أضعاف في عدوى HSV-2 عديمة الأعراض
لڤيروس الحلأ البسيط الذي يدعى أيضاً حلأ الحمى herpes febrilis نمطان مختلفان (نمط1 - ونمط2) يميزان مخبرياً، يؤدي ڤيروس النمط الأول إلى أخماج فموية وأخماج جلدية في حين يؤدي ڤيروس النمط الثاني إلى أخماج تناسلية وأخماج تتوضع على النواحي الأليوية. لكن ڤيروس النمط الأول قد يسبب أخماجاً تناسلية كما قد يسبب ڤيروس النمط الثاني أخماجاً فموية من جراء التماس التناسلي الفموي الجنسي.
تحدث العدوى عن طريق التماس المباشر بالآفة أو بوساطة الرذاذ التنفسي وتماس مفرزات الاندفاعات والتقبيل والجماع والولادة.
وغالباً ما تحدث الإصابة الأولى بالحلأ البسيط في سن الطفولة وذلك بعد فترة حضانة تمتد من يومين إلى سبعة أيام. وإن أكثر من 60% من المصابين بالڤيروس يبقون حملة له.
يكمن الڤيروس في العقد العصبية للجذور الخلفية وذلك بعد الإصابة الأولى، وتميل الآفة إلى النكس عدة مرات مكان الإصابة الأولى في بعض الأشخاص؛ مما دعا لتسمية هذا الخمج التالي الحلأ البسيط الناكس، أما سبب النكس فيرجح أن يتم بتنشيط الڤيروس بآلية الزناد.
وأهم العوامل المؤدية إلى هذا التنشيط هي: التعرض لأشعة الشمس والحيض والرضح الفيزيائي والكرب النفسي، لذا يمكن قسمة أخماج الڤيروس البسيط طورين، هما: الخمج الأولي، والخمج الثانوي أو الناكس.
أ- الخمج الأولي: قد تكون الإصابة بهذا الخمج لاعرضية، ولا يمكن كشفها إلا بارتفاع مشعر أضداد الغلوبولين المناعي G، لكن المظهر السريري الوصفي للآفة يتميز بظهور مجموعة من الحويصلات، حجم الواحد منها بقدر حجم رأس الدبوس، تحتوي سائلاً وتتوضع على قاعدة حمامية مكان التلقيح الذي يكون وحيداً أو متعدداً والذي غالباً ما يتوضع على أماكن الوصل الجلدي المخاطي أو بالقرب منه، ويسبق هذه الاندفاعات حس وخز ونمل وألم، وضخامة العقد اللمفية المجاورة.
يستمر سير الآفة نحو أسبوع، تميل بعده إلى الشفاء من دون تندب إلا إذا طرأ عليها خمج ثانوي، وقد تتوضع الإصابة على أي مكان من الجلد وذلك بعد فترة حضانة تراوح بين 2 و6 أيام. فقد يتوضع الحلأ على الشفة (الشكل 1) وقد يتوضع على ذرى الأصابع محدثاً ما يعرف بالداحس الحلئي. (الشكل 2) الذي كثيراً ما يشاهد في أفراد الهيئة الطبية (أطباء وأطباء أسنان وممرضات) الذين هم على تماس مع المرضى.
وقد تصاب اللثة والفم بالڤيروس مؤدية إلى التهاب اللثة والفم الحلئي (الشكل 3) الذي يكثر ظهوره في الأطفال، وقد يحدث تڤيرس الدم viremia الذي يؤدي إلى التهاب المعدة والأمعاء أو التهاب الدماغ أو إلى خلل الوظيفة الكبدية والكظرية محدثاً الكثير من الوفيات.
المكان المنتقى لتوضع الآفة في النساء هو عنق الرحم حيث تتجلى الإصابة بارتفاع الحرارة وعسر التبول والثر الأبيض والألم التناسلي وضخامة العقد الإربية، وقد تتوضع الإصابة على الأشفار والفرج والبظر.
يعدّ الحلأ الذي يصيب الأعضاء التناسلية عامل خطر لنقل ڤيروس عوز المناعة المكتسب (الإيدز)، (الشكل 4) وثبت حديثاً أن العامل المسبب للآفات ما قبل السرطانية أو السرطانية في عنق الرحم هو ڤيروس الحلأ البسيط نموذج II، كما وجد أن 83% من المصابات بسرطانة عنق الرحم يحملن أضداد هذا الڤيروس.
| الشكل (3) التهاب الفم الحلئي | الشكل (4) حلأ بسيط في مصاب بلإيدز |
أما في الذكور فإن المناطق الشائعة للإصابة بالحلأ في المنطقة التناسلية هي الحشفة والقلفة وجسم القضيب.
قد تؤدي إصابة الجنين داخل الرحم بڤيروس الحلأ إلى تشوهه، وقد يصاب بصغر الرأس أو التهاب الدماغ، وتقل هذه التشوهات إذا أصيب الجنين بعد تكون أعضائه. أما الوليد فإن العامل المسبب للحلأ فيه هو ڤيروس الحلأ II، وتراوح التظاهرات السريرية فيه بين الإصابة الجلدية الوصفية (الشكل 5) والإصابة الشديدة المنتشرة مع التهاب الدماغ، وڤيروس الحلأ البسيط هو السبب الأكثر شيوعاً لالتهاب الدماغ.
ولا تقتصر الإصابة الشديدة المنتشرة على الولدان والخدج، وإنما قد تصيب الرُّضَّعَ والأشخاص سيئي التغذية والمصابين بداء هودجكن والأمراض المشابهة له (الشكل 6) والأشخاص الذين توضعت إصابتهم بڤيروس الحلأ على آفة جلدية سابقة كالحروق الشديدة والأكزيما التأتبية.
| الشكل (5) حلأ بسيط في حديث الولادة | الشكل(6) حلأ بسيط منتشر عند مضعف المناعة |
يصاب 50% من الولدان بالحلأ حين مرورهم في القناة التناسلية المصابة به، لذلك يجب التفكير في هذه الحالات بإنهاء الولادة بالعملية القيصرية لوقاية الوليد من الإصابة بالتهاب الدماغ أو الحلأ المنتشر.
| الشكل (7) أكزيما حلئية |
| الشكل (8) لطاخة تزانك الايجابية |
كما يصيب الحلأ البسيط العين مسبباً التهاب القرنية أو التهاب القرنية والملتحمة، وقد يؤدي التهاب القرنية إلى تشكيل قرحة قرنية تترك ندبة بعد شفائها تعوق الرؤية.
الأكزيما الحلئية الشكل (اندفاعات كابوزي الحماقية الشكل): حين يتعرض المصابون بالأكزيما التأتبية - ولاسيما الأطفال منهم - للإصابة بالحلأ البسيط؛ فإن الخمج بهذا الڤيروس يحدث في النواحي المصابة بالتبدلات الأكزيمائية، وتتميز هذه الأكزيما الحلئية الشكل (الشكل 7) بأعراض عامة (الصداع وارتفاع الحرارة والتعب) مع ظهور اندفاعات حويصلية مسررة، قد يبلغ حجم الواحدة منها حجم حبة العدس. وقد تتضاعف هذه الأكزيما بذات الرئة والقصبات أو بأعراض دماغية.
ب- الخمج البسيط الناكس: يعدّ الميل إلى تكرار الإصابة بالحلأ من أهم الصفات المميزة له، ولاسيما إذا كانت الحالة المناعية مضعفة؛ إذ تتشكل في العضوية أضداد بعد الإصابة الأولى بهذا الڤيروس، لكنها غير كافية لمنع النكس، الذي يتم من خلال الرضوح والتعرض للشمس والتغيرات الجهازية (كالطمث أو التعب أو الحمى)، فبعد فترة الحضانة التي تراوح بين 2 و5 أيام تبدأ الإصابة بشعور حس وخز ونمل وألم، يتلو ذلك ظهور حويصلات مسررة إما بشكل إفرادي وإما على شكل مجموعات، وعلى العكس من الخمج الأولي فإن الأعراض الجهازية واعتلال العقد اللمفية نادرة إذا لم يحدث خمج ثانوي. وتعدّ الناحية حول الفم ولاسيما الشفاه من أكثر النواحي إصابةً بالحلأ البسيط الناكس كما تشاهد الصورة السريرية للحلأ البسيط الناكس في أي مكان من أمكنة الجسم ولاسيما على الأعضاء التناسلية في كلٍّ من الرجل والمرأة. وتعاني كثير من النساء من الحلأ الطمثي قبل الطمث أو في أثنائه كما يعاني الكثيرون من حلأ الحمى خلال سير الأمراض الحموية (كذات الرئة والنزلة الوافدة والحمى القرمزية). وقد تحدث في العديد من المصابين بالحلأ البسيط الراجع حمامى عديدة الأشكال بعد 5-14 يوماً من الإصابة بالخمج الحلئي (وخاصة الحلأ البسيط الشفوي).
التشخيص: صورة المرض السريرية نموذجية بالاعتماد على السمات السريرية الدامغة (ألم وحواف حويصلية فعالة ومحيط ناتئ مدبب)، ويمكن الاستعانة باختبار تزانك Tzanck (الشكل 8) الذي يجرى على لطاخة مأخوذة من قاعدة الحويصلات وملونة بملون غيمزا. حيث تظهر خلايا عرطلة كثيرة النوى وخلايا بالونية منحلة الأشواك في المحضر إذا ما كانت الإصابة حلأً بسيطاً. كما يمكن إظهار الڤيروس بالمجهر الإلكتروني، ويستعان بالتألق المناعي المباشر في إظهار التشخيص.
الوقاية: تجنب تماس آفات الحلأ المفتوحة ومنع التقبيل والاستعانة بالعازل المطاطي.
المعالجة: لا يوجد حتى الوقت الحاضر لقاح واقٍ من الحلأ البسيط، أما المعالجة الجهازية فتكون بـ valacyclovir الذي يعطى بمقدار غرام واحد مرتين يومياً لمدة عشرة أيام؛ وفي الإصابات الناكسة 500ملغ مرتين يومياً مدة 3 أيام، أو famciclovir ويعطى في الآفات الناكسة 125ملغ مرتين في اليوم مدة خمسة أيام. أوacyclovir الذي يعطى بمقدار 400ملغ كل أربع ساعات في الإصابة الأولية لمدة عشرة أيام. وإن مقاومة دواء واحد من الأدوية السابقة قد يترافق ومقاومة الأدوية الثلاثة.
أما للوقاية من نكس المرض أو الإصابة بالحلأ الناكس فتعطى الأدوية المذكورة أعلاه يومياً وبمقادير تبلغ نصف المقادير التي تعطى في المعالجة.
المعالجة الموضعية: تستعمل المطهرات والمراهم المضادة للڤيروس مثل acyclovir، ويتقى الحلأ الشفوي من الشمس بكريم غير شفاف مثل أكسيد الزنك. وقد تفيد المعالجة بالإيميكيمود في مداواة الآفة.
علاج الهربس التناسلي:
العوامل المضادة للفيروسات - ، يبدو أن للأسيكلوفير ، وفامسيكلوفير ، وفالسيكلوفير فعالية مماثلة في علاج الهربس التناسلي الأولي وقمع العدوى المتكررة . يحتوي فامسيكلوفير وفالسيكلوفير على قدر أكبر من التوافر البيولوجي عن طريق الفم من الأسيكلوفير. العلاج الموضعي ذو فائدة هامشية ويجب عدم استخدامه.
علاج فيروس الهربس البسيط الأساسي - يمكن أن تتسبب عدوى فيروس الهربس البسيط الأولية في مرض سريري طويل الأمد مع تقرحات تناسلية شديدة. وبالتالي ، يجب علاج جميع المرضى الذين يشتبه في نوباتهم الأولية من HSV بالعلاج المضاد للفيروسات. بدء العلاج بمضادات الفيروسات عن طريق الفم في غضون 72 ساعة من ظهور الآفة قد يقلل مدة وشدة المرض من أيام إلى أسابيع . علاوة على ذلك ، يمكن أن يقلل العلاج المضاد للفيروسات من خطر العدوى الأولية المعقدة (على سبيل المثال ، التهاب السحايا أو التهاب الجذور العجزي) .
قد يكون للمرضى الذين يعانون من نقص المناعة دورة أكثر شدة وطويلة وقد يحتاجون إلى علاج أطول.
Comments
Post a Comment